يدخل اليوم الخميس، قانون الاحتلال الإسرائيلي القاضي بحظر وكالة الأونروا "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" في الأراضي المحتلة حيز
الأردن يقود تحركا دوليا لإنقاذ الأونروا في ظل انهيار خدماتها تحت وطأة الحرب على غزة

يترأس الأردن وإسبانيا والبرازيل، اليوم الخميس، اجتماعا خاصا على مستوى وزراء الخارجية لدعم وكالة الأونروا "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وذلك على هامش أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في وقت تواجه فيه الوكالة أزمة مالية خانقة تهدد استمرارية خدماتها، بالتزامن مع التحديات الهائلة التي تواجهها في غزة بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع والتي خلفت دمارا واسعا في البنية التحتية ونزوح جماعي للسكان وعرقلة دخول المساعدات وتقييد وصول الإمدادات الأساسية كالغذاء والدواء فضلا عن تضرر المرافق الحيوية للوكالة ما انعكس على خدماتها في قطاعي التعليم والرعاية الصحية.
هدف الاجتماع حشد المساهمات المالية لدعم وكالة الأونروا
يهدف الاجتماع إلى حشد المساهمات المالية للأونروا وضمان استمرارية عملياتها الحيوية، وفق ما أكدت مديرة العلاقات الخارجية والإعلام في الوكالة تمارا الرفاعي، التي شددت على أن "تجديد الولاية لا يكفي إن لم يقترن بالتمويل المناسب".
أزمة تمويل غير مسبوقة
قالت الرفاعي إن العجز المالي للأونروا يقترب من 200 مليون دولار، مشيرة إلى أن التمويل العربي شهد تراجعا حادا العام الحالي، بالتزامن مع غياب الدعم الأمريكي والسويدي، ما ضاعف من حدة الأزمة.
وتعمل الوكالة حاليا في خمس مناطق: غزة، والضفة الغربية، وسوريا، ولبنان، والأردن، حيث تشكل خدماتها شريان حياة لملايين اللاجئين الفلسطينيين.
التصويت على تجديد الولاية
من المقرر أن تصوت الجمعية العامة في كانون الأول المقبل على تجديد ولاية الأونروا، والتي تمدد كل 3 سنوات. وأكدت الرفاعي أن الجهود تتركز حاليا على حشد دعم سياسي واسع يوازي حجم التأييد التقليدي الذي تحظى به الوكالة داخل الأمم المتحدة.
سيناريوهات مستقبل الأونروا
أوضحت الرفاعي أن تقريرا مستقلا استعرض عدة سيناريوهات محتملة لمستقبل الوكالة، تبدأ من احتمال انهيارها بسبب نقص التمويل، وصولا إلى إدراج بعض خدماتها ضمن القطاع العام الفلسطيني في إطار بناء مؤسسات الدولة.
مصادر تمويل الأونروا
تعتمد الأونروا بشكل شبه كامل على التبرعات الطوعية من الدول الأعضاء والمنظمات الدولية، والتي شكلت أكثر من 80% من دخلها في 2024.
وخلال عام 2024، حشدت الوكالة ما يقارب 1.4 مليار دولار من التعهدات، وتلقت 1.3 مليار دولار بالفعل، ومن ضمنها 71 مليون دولار من الميزانية العادية للأمم المتحدة، وهو ثاني أعلى دخل في تاريخها بعد 2023.
دور القطاع الخاص والتضامن الشعبي
شهد عام 2024 تضامنا عالميا استثنائيا مع غزة، حيث جمعت الوكالة 153.6 مليون دولار من القطاع الخاص، بزيادة 87 مليونا عن 2023، وهو ما يمثل 11% من إجمالي دخلها.
لكن رغم هذه الأرقام القياسية، لم يتجاوز الدخل نصف الاحتياجات المقدرة بـ 2.7 مليار دولار، أي ما نسبته 51% فقط من متطلبات الميزانية.
مبادرة أردنية كويتية سلوفينية لدعم الأونروا
في أيار 2024، أطلق سفراء الأردن والكويت وسلوفينيا لدى الأمم المتحدة مبادرة مشتركة لدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا". وأوضح مندوب الأردن الدائم لدى الأمم المتحدة السفير محمود الحمود أن هذه الخطوة جاءت استجابة للتحديات التشغيلية والسياسية والمالية المتزايدة التي تواجه الوكالة، خصوصا في الأشهر الأخيرة.
وتتضمن المبادرة معالجة عدة محاور رئيسية، أبرزها:
-
دور الأونروا في غزة وفي تعزيز الاستقرار الإقليمي.
-
بحث الأزمة المالية للوكالة.
-
التأكيد على مبادئ الحياد، والاعتراف بجهود موظفي الوكالة.
-
أهمية التعاون الدولي مع الوكالة لضمان استمرارها.
اقرأ المزيد.. وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين كارثة إنسانية تهدد استقرار اللاجئين الفلسطينيين